مدينة على الضفاف تحترق
قالوا سنحررها
لكنهم يكذبون
فهم من باعوها بأبخس ثمن
باعوا حضارتها باعوا دجلتها
باعوا روح الإباء فيها
أيا كبرياء أقتلني مرة
فحياة الذل ابغضها
وانحتوا من ضلعي شجرة
لحائها الماضي قدَّ من دمها
وارسموا فوقها بيرقا
يظل في الميدان يبكيها
***********
أيا روعة الشعراء هل من حاضرٍ
كرمح في الوصالِ يزدري كل معانيها
نبئتُ أن الخيرَ وليدُ ساعةً
فلا اليراعُ مؤتلفٌ إن جُذت نواصيها
والخيرُ في صبرِ الأنام على القذى
ما راحَ شبرٌ من ربعها أو أعاليها
حتى العيون التي أجحظها البكا
ما لصبرٍ أشكوه هما ً من
أمانيها
قيعانها السلقُ البيض مشكولات في رونقها
وهمام القوم في عتمة الدواوين حذقا يرميها
أيا صبراً عهدته في عراق ٍ اعزُه
فيا مالكَ الخير هل تسعفني مراميها
دكوها لم يعد فيها خيرٌ
ميتٌ كان أم حيٌ لا زال يباريها
ومتى الذلُ والهوانُ اجتمعا
فلا خيرَ في دُنيا تُعزُها وتُحييها
*******
أناشدك يا رجلا لا زلتُ أعرفهُ
فمن يعيد حاضرا ً غاب عن ماضيها
إن العيون َ مقرحة ٌ ما زارها الكرى
يشكين دمعا تدفق في سواقيها
أيا كريم َ النفس ساعة َ عسرةٍ
قائدا عرفته بالروح تفديها
هَبتْ نسائمُ خيرٍ بين دجلتها
فكن السراج لو أظلمت لياليها
هيأتُ مشرعي وأذكيتُ قلمي
مُعطران بشذى الورد من أيك مراعيها
لا اسميك لأنك معروفٌ ساعة الردى
معطاءُ يدٍ في الجود والإنعامِ ترخيها