متقاعدون بلا أوراق وهوية
يفتشون في القمامة
وبترول العراق صار لمعاوية
يبيعه كيف يشاء وأينما يشاء
فأين أنت يا قرص الهوية
حملناك سنينا وأعواما
مشينا حفاة بلا نعلين أو صنادل
نمرح مع تيار المياه تحرقنا شمس الظهيرة
وأقدامنا الصغيرة
تنتظر مستقبل العراق
وهكذا أصبحنا شيوخا
لكنا دون هوية
ولا عنوان
ضاع إثما بين حقول السفرجل
ما السفرجل
هل عرفناه في سابق الزمن !!
يلقي لنا المدرس قشرة موز
لا نعرف طعمها بل نزحلقها
ونعود نضحك مع همسات المساء
كما يعود الخراف والبط والأوز
ونحلم أن نكون مدرسين
وصرنا لكنا إلى الآن دون هوية
يا عراق لماذا عرفناك وطنا ؟
هل خابت أقدام الصبا
هل خاب فينا الحنين
إنا عرفناك مدرسةً للاجئين والغرباء
وها أنت سجنا للبؤس والشقاء !!
وتطير بنا وتطير من فوهة مدفع
ويعود بنا الحلم ولا نستفيق
لصوت الرعاة وخرير المياه
فكم حوضا قد وردناك
وكم روضة ً أدمعت عيناها ساقية
لا لتبكي وإنما لتموت في عز الظهيرة
أين أنت يا وطن المنجل والمسحاة
هل نسينا جروح أيدينا؟
هل نسينا دفين الشوك في أقدامنا
وتلسعنا العقارب ولا نبالي
وقالوا لنا أن عفريتا قد سكن الوادي
ونهضنا فإذا العفريت يكبر
ويعدو بلا أرجل
ليمحو كل تلك الذكريات
ألا بؤسا لذلك الوادي
وراعي القطيع لا يسهر
ينام مليء عينيه
والبوم ينعب ولا يبالي
وصوت القطيع يلفظ أنفاسه
كموسيقى خافتة
أنغام محزنة في ترنيمة مُصلّى
فرش سجادته على أرض كساها ينبوع نفط
لكن النفط يسيل ولا نشم غير الزفت
زفتٌ أيها المارد المبكي
وهل تعرف البكاء أيها المارد
لا .. لا .. فقط عيون الصغار تدمع
وأنت تأكل طازج اللحوم
وتنام في فنادق الخمس نجوم
أكلت خرافنا
كل ودرة زرعناها
أمتها
أيها المارد
هل لا زلت في القمقم
فمتى تكسر عنق الزجاجة
فقط أذكر لماذا كتبت هذه القصيدة : أحلنا للتقاعد عام 2014 عام سقوط الموصل بيد عصابات داعش وأنقطع التواصل مع بغداد ولا ندري كيف نجري معاملات التقاعد ولم يكن أصلا هنالك أي ترويج وبقينا حتى نهاية 2015 وكانت قصة ومأساة .. وكنت أنا الوحيد من معهد تقني الموصل من يتصل بوزارة التعليم العالي من خلال الأيميل وكان يرد علي أحيانا مدير مكتب الوزير أستاذ دكتور .... والله يذكره بالخير معالي رئيس الوزراء السابق د. إبراهيم الجعفري في كل مرة كان يقول عنق الزجاجة , المارد أعجبني أقواله وسطرتها في قصيدتي
حقيقة كنا يائسين لا نحن مستمرين في الوظيفة ولا نحن قد أجرينا معاملاتنا التقاعدية ولهذا رددتها أكثر من مرة : دون هوية .... هوية